روضة الصالحين للحج والعمرة

مشهد بانورامي للكعبة المشرفة وجموع الطائفين يؤدون مناسك العمرة

دليل مناسك العمرة الشامل

هل تشتاق لزيارة بيت الله الحرام وتخشى ألا تؤدي المناسك على الوجه الأكمل؟

هذا الدليل هو رفيقك الأمين في رحلتك الإيمانية. في “روضة الصالحين”، نفهم عمق هذا الشوق وحجم المسؤولية. لذا، صممنا هذا المحتوى الشامل الذي يغوص في أدق تفاصيل العمرة، من فضائلها وآدابها، مرورًا بشرح تفصيلي لأركانها وواجباتها وسننها، وانتهاءً بالإجابة على كل ما قد يجول في خاطرك من أسئلة ومخاوف. هدفنا أن تنتقل من مرحلة القلق إلى الطمأنينة، ومن التساؤل إلى اليقين، لتؤدي عمرتك بخشوع تام وعلم راسخ، وتعود منها بقلبٍ نقي وذنبٍ مغفور بإذن الله. هذه ليست مجرد خطوات، بل هي خريطة طريق لرحلة روحانية تغير حياتك.

فضل العمرة ومكانتها في الإسلام

العمرة، أو كما تُعرف بـ “الحج الأصغر”، هي رحلة إيمانية عظيمة تهفو إليها قلوب المسلمين من كل فج عميق. إنها ليست مجرد شعائر تُؤدى، بل هي تجربة روحانية عميقة تغسل الذنوب، وتجدد العهد مع الله، وتملأ القلب سكينة وطمأنينة. مكانتها في الإسلام رفيعة، وفضائلها لا تُحصى، وقد دلت على ذلك نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

من أعظم فضائلها أنها مكفرة للذنوب. تخيل أن كل خطوة تخطوها نحو بيت الله الحرام، وكل قطرة عرق تتصبب منك في الطواف والسعي، وكل شعرة تسقط منك في التحلل، هي بمثابة محو للخطايا والآثام. قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة” (متفق عليه). وهذا وعد نبوي صادق بأن المداومة على هذه الشعيرة العظيمة هي سبب متجدد لنقاء الصحيفة وطهارة القلب.

كما أن العمرة سبب لنفي الفقر والذنوب معًا، وهي بشرى عظيمة لكل من يؤديها بنية صادقة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة” (رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح). فكما يزيل النار الشوائب من المعادن الثمينة، فإن العمرة تزيل عن المعتمر آفة الفقر وخبث الذنوب.

وإنفاق المال في سبيل أداء العمرة ليس مالاً ضائعًا، بل هو من أعظم أنواع الجهاد والإنفاق في سبيل الله، ويُضاعف أجره أضعافًا كثيرة. المعتمر هو “وافد على الله”، والله أكرم الأكرمين، لا يرد من وفد إليه، بل يكرمه ويجزل له العطاء. قال صلى الله عليه وسلم: “الغازي في سبيل الله، والحاج والمعتمر، وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم” (رواه ابن ماجه وحسنه الألباني). فأي شرف أعظم من أن تكون في ضيافة ملك الملوك؟

الاستعداد الروحي والمادي قبل الرحلة

الاستعداد للعمرة لا يقتصر على حجز تذكرة طيران وفندق، بل هو استعداد شامل يبدأ من أعماق القلب وينعكس على الجوارح. إليك خارطة طريق للاستعداد الأمثل:

أولاً: الاستعداد الروحي (وهو الأهم)

  • تجديد النية وإخلاصها لله: أساس كل عمل هو النية. قبل أن تحزم حقائبك، احزم نيتك. اجعل عمرتك خالصة لوجه الله تعالى، لا تريد بها رياءً ولا سمعة ولا لقبًا اجتماعيًا. استشعر أنك مسافر إلى الله، لتطلب عفوه ومغفرته.
  • التوبة الصادقة ورد المظالم: هذه الرحلة هي فرصة للبدء من جديد. تب إلى الله من جميع الذنوب، الكبائر والصغائر. وإن كانت عليك حقوق للعباد (ديون، مظالم، أمانات)، فسارع إلى ردها لأصحابها قبل السفر. لا يليق بالوافد على الله أن يكون مثقلاً بحقوق الناس.
  • تعلم أحكام العمرة: الجهل عدو العبادة. اقرأ واستمع وشاهد عن مناسك العمرة بالتفصيل. اعرف أركانها، واجباتها، سننها، ومحظوراتها. كلما ازددت علمًا، ازددت خشوعًا وإتقانًا لعبادتك.
  • الدعاء والتضرع: ابدأ بالدعاء من الآن. سل الله أن يتقبل عمرتك، وأن ييسر لك أمرك، وأن يرزقك الإخلاص والقبول. الدعاء هو سلاح المؤمن وأقوى وسائل الاستعداد.

ثانياً: الاستعداد المادي والبدني

  • المال الحلال: تحرَّ أن تكون نفقتك في هذه الرحلة من مال حلال طيب، فالله طيب لا يقبل إلا طيبًا.
  • الاستعداد الصحي: العمرة تتطلب جهدًا بدنيًا. احرص على لياقتك البدنية، وإن كنت تعاني من أمراض مزمنة، فاستشر طبيبك وجهز أدويتك الكافية.
  • تجهيز الحقيبة: جهز ملابس الإحرام (إزاران ورداءان أبيضان للرجل)، وملابس عادية، ومستلزمات النظافة الشخصية الخالية من العطور، ومقصًا صغيرًا للتقصير، وكتيبًا للأدعية والأذكار.
  • الوصية: من السنة للمسافر أن يكتب وصيته قبل سفره، فهذا يذكره بالآخرة ويبرئ ذمته.

معتمر يرفع يديه بالدعاء مرتديًا لباس الإحرام الأبيض النقي أمام الكعبة.

أركان العمرة الثلاثة (لا تصح إلا بها)

الأركان هي الأعمدة التي تقوم عليها العمرة، ومن ترك ركنًا منها عمدًا أو سهوًا، فإن عمرته لا تتم حتى يأتي به. وهي ثلاثة:

  1. الإحرام: وهو ليس مجرد ارتداء الملابس البيضاء، بل هو نية الدخول في النسك. لا يمكن أن تبدأ عمرتك بدون هذه النية.
  2. الطواف: وهو الدوران حول الكعبة المشرفة سبعة أشواط بنية التعبد.
  3. السعي: وهو المشي بين جبلي الصفا والمروة سبعة أشواط.

واجبات العمرة (ما يُجبر تركه بدم)

الواجبات أقل درجة من الأركان. من ترك واجبًا منها عمدًا أو سهوًا، فعمرته صحيحة، ولكن يجب عليه أن يجبر هذا النقص بذبح فدية (شاة) في مكة وتوزيعها على فقرائها. وهي:

  • الإحرام من الميقات: أي أن تكون نية الإحرام عند المرور بالميقات المكاني المحدد شرعًا للقادمين من كل جهة.
  • الحلق أو التقصير: وهو التحلل من الإحرام بحلق شعر الرأس كاملاً (للرجال) أو تقصيره.

السنن والمستحبات (لزيادة الأجر)

السنن هي الأفعال التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم أو حث عليها، وفعلها يزيد من أجر المعتمر وثوابه، وتركها لا يبطل العمرة ولا يوجب فدية. ومن أهمها:

  • قبل الإحرام: الاغتسال، التطيب في البدن (وليس الثياب)، تقليم الأظافر، صلاة ركعتين.
  • في الإحرام: التلبية ورفع الصوت بها للرجال.
  • في الطواف: الاضطباع (كشف الكتف الأيمن للرجل)، والرَّمَل (الإسراع في المشي في الأشواط الثلاثة الأولى للرجل)، استلام الحجر الأسود وتقبيله إن أمكن، استلام الركن اليماني، الإكثار من الذكر والدعاء، صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم بعد الطواف.
  • في السعي: الهرولة بين العلمين الأخضرين للرجل، الإكثار من الذكر والدعاء على الصفا والمروة.

شرح تفصيلي: الإحرام من الميقات

الإحرام هو بوابة الدخول إلى عالم النسك، وهو اللحظة التي تخلع فيها ثياب الدنيا وزينتها لترتدي ثوب العبودية والتجرد لله. يبدأ الإحرام من الميقات، وهي حدود جغرافية لا يجوز لمن يريد العمرة أن يتجاوزها إلى مكة إلا وهو محرم.

المواقيت المكانية:

  • ذو الحليفة (أبيار علي): ميقات أهل المدينة ومن يمر بها. وهو أبعد المواقيت عن مكة.
  • الجحفة (قرب رابغ): ميقات أهل الشام ومصر والمغرب ومن يمرون من هناك.
  • قرن المنازل (السيل الكبير): ميقات أهل نجد والرياض والشرق، وهو الميقات الذي يحرم منه أغلب معتمري الداخل القادمين من الرياض.
  • يلملم (السعدية): ميقات أهل اليمن ومن يمرون من طريقهم.
  • ذات عرق: ميقات أهل العراق وإيران وشرق آسيا.

صفة الإحرام:

عند الوصول للميقات (أو قبل الوصول إليه بالطائرة)، يقوم المعتمر بالآتي:

  1. الاغتسال والتنظف: وهو سنة، فيغتسل كما يغتسل من الجنابة، ويقلم أظافره ويحلق عانته.
  2. التطيب: يتطيب الرجل في رأسه ولحيته وبدنه بأفضل الطيب، ولا يضر بقاء رائحته بعد الإحرام. أما المرأة فلا تتطيب بطيب له رائحة ظاهرة.
  3. لبس الإحرام: يلبس الرجل إزارًا يلفه على نصفه الأسفل، ورداءً يضعه على نصفه الأعلى، ويستحب أن يكونا أبيضين نظيفين. يكشف رأسه. أما المرأة فتلبس ملابسها العادية الساترة دون زينة، وتجتنب النقاب والقفازين، ولكنها تغطي وجهها وكفيها عن الرجال الأجانب بشيء آخر كالخمار.
  4. النية والتلبية: بعد الاستعداد، ينوي بقلبه الدخول في العمرة، ويستحب أن يتلفظ بها قائلاً: “لبيك اللهم عمرة”. ثم يبدأ فورًا بالتلبية، وهي شعار العمرة، فيقول: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”. يظل يلبي ويرفع صوته بها (الرجل) حتى يرى الكعبة ويبدأ بالطواف.

منظر علوي واسع للطواف حول الكعبة المشرفة في مكة المكرمة.

شرح تفصيلي: الطواف بالبيت العتيق

ما إن تصل إلى المسجد الحرام وتقع عيناك على الكعبة المشرفة، حتى تشعر برهبة وخشوع يملآن قلبك. هنا، تقطع التلبية وتستعد لأداء الركن الثاني: الطواف. الطواف هو دوران حول محور الكون الروحي، ورمز لتوحيد الله الذي تتجه إليه القلوب من كل مكان.

شروط صحة الطواف:

  • النية: استحضار نية الطواف للعمرة عند البدء.
  • الطهارة: يجب أن تكون متوضئًا، طاهرًا من الحدثين الأصغر والأكبر. الطواف صلاة إلا أن الله أباح فيه الكلام.
  • ستر العورة: كما في الصلاة تمامًا.
  • سبعة أشواط كاملة: لا يجزئ أقل من سبعة. الشك في العدد يبني على الأقل.
  • جعل الكعبة عن اليسار: تطوف عكس اتجاه عقارب الساعة.
  • البدء والانتهاء من الحجر الأسود.
  • أن يكون الطواف داخل المسجد الحرام.

صفة الطواف:

  1. الاضطباع (للرجال): قبل البدء، يجعل الرجل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن، وطرفيه على كتفه الأيسر، فيبقى كتفه الأيمن مكشوفًا طوال الأشواط السبعة.
  2. البداية من الحجر الأسود: تتقدم نحو الحجر الأسود، وتستقبله وتشير إليه بيدك اليمنى وتقول: “بسم الله، والله أكبر”. إن استطعت تقبيله دون مزاحمة أو أذى فهذا أفضل، وإلا فالإشارة تكفي وتؤدي نفس السنة.
  3. الرَّمَل (للرجال): في الأشواط الثلاثة الأولى فقط، يسرع الرجل في المشي مع تقارب الخطى وهز الكتفين، مظهرًا القوة والجلد.
  4. الذكر والدعاء: ليس للطواف ذكر محدد، فلك أن تدعو بما شئت من خير الدنيا والآخرة، وتقرأ القرآن وتذكر الله. هذا وقت إجابة.
  5. الركن اليماني: عند الوصول إلى الركن الذي يسبق الحجر الأسود (الركن اليماني)، يُسن استلامه باليد اليمنى إن أمكن (دون تقبيل)، فإن لم يمكن فلا تشر إليه. ويُستحب قول: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار” بين الركن اليماني والحجر الأسود.
  6. إتمام سبعة أشواط: كلما وصلت إلى الحجر الأسود، أشر إليه وكبّر، وبهذا ينتهي شوط ويبدأ آخر.
  7. صلاة ركعتي الطواف: بعد إتمام الشوط السابع، تغطي كتفك الأيمن، وتتقدم إلى خلف مقام إبراهيم وتصلي ركعتين. تقرأ في الأولى بعد الفاتحة سورة (الكافرون) وفي الثانية (الإخلاص). إن لم تجد مكانًا خلف المقام بسبب الزحام، فصلِّ في أي مكان من المسجد.

جموع المعتمرين يؤدون السعي بين الصفا والمروة في المسعى.

شرح تفصيلي: السعي بين الصفا والمروة

بعد صلاة ركعتي الطواف، تشرب من ماء زمزم وتتجه إلى المسعى لأداء الركن الثالث: السعي. السعي هو تجسيد حي لقصة السيدة هاجر عليها السلام، ودرس بليغ في اليقين والتوكل والأخذ بالأسباب. وأنت تسعى، تذكر تلك الأم الوحيدة وهي تبحث بيقين عن فرج الله في صحراء مقفرة.

صفة السعي:

  1. البدء بالصفا: تصعد إلى جبل الصفا حتى ترى الكعبة (إن أمكن)، وتستقبلها وتقرأ قوله تعالى: “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ…” وتقول: “أبدأ بما بدأ الله به”.
  2. الدعاء على الصفا: ترفع يديك وتدعو الله بما تشاء، وتكرر الذكر النبوي: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده” ثلاث مرات، وتدعو بينها.
  3. المشي إلى المروة (الشوط الأول): تنزل من الصفا وتمشي باتجاه المروة.
  4. الهرولة بين العلمين الأخضرين (للرجال): في منتصف المسافة، ستجد أضواء خضراء. يُسن للرجل أن يهرول (يجري) بينها، ثم يعود للمشي الطبيعي. المرأة تمشي بشكل عادي.
  5. الوصول إلى المروة: عند الوصول إلى المروة، تصعد عليها وتستقبل القبلة وتفعل كما فعلت على الصفا من الذكر والدعاء. بهذا تكون قد أتممت الشوط الأول.
  6. العودة إلى الصفا (الشوط الثاني): تعود من المروة إلى الصفا، وهذا هو الشوط الثاني.
  7. إتمام سبعة أشواط: تستمر على هذا المنوال، ذهابك من الصفا للمروة شوط، وعودتك من المروة للصفا شوط آخر. ينتهي الشوط السابع عند المروة. لا يشترط الطهارة للسعي، لكنها أفضل.

معتمر يقوم بالحلق بعد الانتهاء من مناسك العمرة.

شرح تفصيلي: الحلق أو التقصير

بعد إتمام الشوط السابع من السعي عند المروة، تكون قد وصلت إلى المحطة الأخيرة من مناسك العمرة، وهي التحلل من الإحرام. هذا التحلل هو إعلان عن نهاية النسك، وعودة إلى الحياة العادية، ولكن بقلب جديد وروح متجددة.

  • الحلق (للرجال): وهو الأفضل والأكمل، ففيه تأسٍ بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي دعا للمحلقين ثلاثًا وللمقصرين مرة واحدة. والحلق هو إزالة شعر الرأس بالكامل بالموس.
  • التقصير (للرجال والنساء): وهو أن يأخذ الرجل من جميع شعر رأسه قدر أنملة (طرف الإصبع). أما المرأة، فتجمع ضفائرها وتقص من طرفها قدر أنملة فقط، ولا يجوز لها الحلق.

بمجرد أن تحلق أو تقصر، تكون قد تحللت من إحرامك، ويحل لك كل ما كان محظورًا عليك بسبب الإحرام من لبس المخيط والطيب وغيره. وبهذا تكون قد تمت عمرتك، فاحمد الله على التمام والقبول.

محظورات الإحرام وما يلزم فيها

قائمة المحظورات التي يجب على المحرم تجنبها:

من لحظة نية الإحرام، تدخل في حالة خاصة تحرم عليك فيها أمور كانت حلالاً. هذه المحظورات تنقسم إلى ما هو مشترك بين الرجال والنساء، وما هو خاص بالرجال أو النساء.

  • حلق الشعر أو قصه: من أي جزء من أجزاء البدن.
  • تقليم الأظافر.
  • تغطية الرأس بملاصق (خاص بالرجال): مثل القبعة أو الغترة. أما الاستظلال بالشمسية أو سقف السيارة فلا بأس به.
  • لبس المخيط (خاص بالرجال): وهو كل ما فُصِّل على قدر عضو من أعضاء الجسم، كالقميص والسروال.
  • استعمال الطيب: في البدن أو الثوب بعد نية الإحرام.
  • قتل الصيد البري.
  • عقد النكاح: لا يتزوج المحرم ولا يُزوِّج غيره.
  • الجماع: وهو أشد المحظورات، ويفسد العمرة.
  • المباشرة بشهوة: كالتقبيل واللمس.
  • لبس النقاب والقفازين (خاص بالنساء).

فدية من ارتكب محظورًا:

من ارتكب محظورًا من هذه المحظورات (غير الجماع وقتل الصيد) عامدًا عالمًا، فهو على التخيير بين ثلاثة أمور: ذبح شاة، أو إطعام ستة مساكين (لكل مسكين نصف صاع)، أو صيام ثلاثة أيام. أما من فعلها ناسيًا أو جاهلاً أو مكرهًا فلا شيء عليه.

أخطاء شائعة يجب تجنبها

لضمان عمرة صحيحة ومقبولة، من المهم معرفة بعض الأخطاء الشائعة التي يقع فيها بعض المعتمرين لتجنبها:

  • تجاوز الميقات دون إحرام: وهو خطأ كبير، ومن فعله وجب عليه الرجوع للميقات ليحرم منه، فإن لم يفعل فعليه دم.
  • الاعتقاد بأن ملابس الإحرام هي الإحرام نفسه: الإحرام هو النية، والملابس هي لباس المحرم فقط.
  • تخصيص دعاء لكل شوط في الطواف: لم يرد عن النبي تخصيص دعاء معين لكل شوط، والأمر فيه سعة.
  • التمسح بجدران الكعبة وأستارها طلبًا للبركة: هذا من البدع المحدثة، ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم إلا مع الحجر الأسود والركن اليماني.
  • مزاحمة النساء للرجال عند الحجر الأسود: وهو أمر لا يليق، ويؤدي إلى مفاسد عظيمة.
  • البدء بالسعي من المروة: السعي يبدأ دائمًا من الصفا، والبدء بالمروة يلغي الشوط الأول.
  • الاعتقاد بوجوب الطهارة للسعي: الطهارة سنة في السعي وليست واجبة كالصلاة والطواف.

أدعية مأثورة ومواطن الإجابة

رحلة العمرة كلها مواطن للدعاء والذكر، فاستغل كل لحظة فيها. إليك بعض الأدعية المأثورة ومواطن الإجابة:

  • عند الإحرام: “لبيك اللهم عمرة”.
  • التلبية: “لبيك اللهم لبيك…”.
  • عند رؤية الكعبة: لم يثبت دعاء معين، ولكن يدعو بما تيسر له، فقد ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه كان يقول: “اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام”.
  • بين الركن اليماني والحجر الأسود: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”.
  • عند شرب ماء زمزم: “اللهم إني أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا واسعًا، وشفاءً من كل داء”. (دعاء مأثور عن ابن عباس).
  • على الصفا والمروة: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له…”.

لا تنسَ الدعاء لنفسك، ولوالديك، وأهلك، وأولادك، وللمسلمين أجمعين. هذه فرصة ذهبية قد لا تتكرر.

أسئلة شائعة ومهمة للمعتمر

هل يجوز أداء العمرة عن شخص آخر (حي أو ميت)؟

نعم، يجوز بالإجماع أداء العمرة عن الميت. أما الحي، فيجوز أداؤها عنه بشرط أن يكون عاجزًا عن أدائها بنفسه عجزًا دائمًا (كمرض لا يرجى شفاؤه أو كبر سن). ويشترط فيمن يؤدي العمرة عن غيره أن يكون قد اعتمر عن نفسه أولاً.

ماذا تفعل المرأة إذا فاجأها الحيض قبل أو أثناء العمرة؟

إذا حاضت المرأة قبل الميقات، فإنها تحرم وتفعل كل شيء تفعله المعتمرة غير أنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر. فإن أحرمت ثم حاضت بعد وصولها مكة، فإنها تنتظر حتى تطهر ثم تغتسل وتطوف وتسعى. فإن خشيت فوات رفقتها، فلها أن تتحفظ وتطوف وتسعى للضرورة على القول الراجح.

هل يجوز تغيير ملابس الإحرام أو غسلها؟

نعم، يجوز للمحرم أن يغير ملابس إحرامه إذا اتسخت أو تمزقت، ويلبس ملابس إحرام أخرى نظيفة. كما يجوز له غسلها. لا يوجد أي مانع شرعي من ذلك.

شككت في عدد أشواط الطواف أو السعي، فماذا أفعل؟

القاعدة في الشك في عدد العبادات هي “البناء على اليقين”، واليقين هو العدد الأقل. فإذا شككت هل طفت ثلاثة أشواط أم أربعة، فاجعلها ثلاثة وأكمل الباقي. وهكذا في السعي.

هل أنت جاهز لرحلة العمر التي لا تُنسى؟

دع “روضة الصالحين” تكون رفيقك في هذه الرحلة المباركة. نوفر لك أفضل برامج العمرة من الرياض، مع الاهتمام بأدق التفاصيل لتتفرغ لعبادتك وطمأنينتك.

تواصل معنا الآن للحجز والاستفسار